موقع دروسي

مستجدات تربوية ملخصات جذاذات دروس فروض امتحانات

مستجدات التعليم

مستجدات

مستجدات التعليم
جاري التحميل ...

دور بيداغوجيا التصحيح في نجاح المنظومة التربوية


لم تترك أقلام المفكرين و لا المهتمين بقضايا الحقل التربوي  و لا و سائل الإعلام بكل أنواعها و خاصة المكتوبة منها بابا في مجال التربية و التعليم إلا وطرقته بقوة سوى الالتفاف إلى إستراتيجية التصحيح رغم أهميتها البيداغوجية الكبيرة في فتح شهية المتعلم نحو تحصيل التعلمات و المعارف و اكتساب المهارات و الخبرات الكافية بالإضافة إلى دورها الريادي في إنجاح العملية التدريسية و جعلها عملية حيوية و ذات مدلول و معنى و ليست ممارسات روتينية بعيدة عن فعل التقييم و أنشطة التقويم.
 إن عدم الاهتمام بتقييم نشاطات المتعلم يعد إجحافا من طرف هؤلاء في حق إصلاح المناهج و الطرائق الدراسية قصد تحقيق الجودة المتوخاة و  النهوض بالمدرسة المغربية. 
والجدير بالإشارة أن لعملية التصحيح - التي بنت أطرا فذة ونافذة وحطمت ارقاما عديدة سواء على المستوى العالي أو الثانوي او الاعدادي او الابتدائي من التعليم الدراسي- ألغاز سهلة وممتنعة في ذات الوقت لكون أطروحات المربين أو المهتمين بالشأن التربوي أو الشركاء الاجتماعيون لم تدل بدلوها بعد في هذا الإشكال بالرغم من الانسحابات والاحتجاجات التي تسجل في هذا الباب سواء من قبل الطلبة والمتعلمين أو من طرف آباء وأولياء أمورهم الشيء الذي يترجم إلى حد بعيد أن هذه العملية ( التصحيح ) أضحت غارقة في التعقيد أكثر مما كان الوضع سائدا من قبل وهذا راجع بدون شك أولا إلى سوء تقدير هذه الآلية التربوية ثانيا إلى التغييرات والإصلاحات  التي تعرفها المناهج والنظريات والتصورات الحديثة في ميدان علوم التربية ثالثا إلى مجموع الفروض والأنشطة الكتابية المكثفة التي يعرفها كل مكون من مكونات المقرر الدراسي .
والحال أنه بقدر ما كانت عملية التصحيح دقيقة ومقنعة للمتعلم بقدر  ما كان تأثيرها ايجابيا على تحصيله ومواظبته الدراسية , لأن مصداقية وموضوعية النقطة (أي التصحيح ) تحفز هذا الأخير نحو المزيد من المبادرة والمشاركة والتألق والتنافسية . 
 لذلك علينا ألا نعتقد أن عملية تقييم مجهودات المتعلم سواء على الورقة أو الدفتر   اوعلى ديناميته تقف عند حد القسم  و أن المتعلم غير مبال تماما بفعل و آثار هذه النقطة أو بالصيغة التي عوملت بها ورقته  لان النقطة التي حصل عليها  سواء كانت حسنة أو ضعيفة تبقى ترجمة آلية و فورية لكل الفضول و الاجتهاد الذي يخامره بشرط أن تكون عملية التصحيح هذه عملية نظيفة مبنية على معايير عملية و مهنية عالية أي بعيدة عن المزاج و إسقاط الذات و ردود الفعل و العفوية. 
في إطار المقاربة  بالكفايات و النهوض بمنظومتنا  التربوية أصبحت بيداغوجيا التصحيح تطرح نفسها اليوم بإلحاحية كبيرة ش"أنها شأن بيداغوجيا الدعم و التقوية  و بيداغوجيا العمل الجماعي و البيداغوجيا الفارقية  الخ فهي باختصار عنصر حاسم في نجاح أو فشل المسار الدراسي للمتعلم حيث  تعد أحد العوامل الجوهرية المسببة في الهدر المدرسي . إذ لولا تلفظ المتعلمين بما يجري لهم داخل الفصول الدراسية من تمييزات و اجحافات و تعسفات على مستوى التصحيح – النقطة- من طرف أساتذتهم لما التفتت الإدارة التربوية المعنية  و لا الطاقم التربوي نفسه إلى أسباب هذه الانقطاعات الدراسية المتزايدة و المتواصلة سنة على سنة.
لأن السؤال المركزي في هذا الباب هو : على من يطرح المتعلم مشاكله و معاناته من عملية التصحيح؟ وتأسيسا على ما سبق يمكننا القول أن عملية التصحيح الدقيقة و الموضوعية يمكنها أن تمنح للمتعلم  نفسا جديدا لمواصلة مساره الدراسي كما يمكنها أن تغرس في داخله مشاعر الجد و حيوية المبادرة كما يمكنها أن تخلق لديه من جانب آخر لأحاسيس الإعجاب و الانجذاب نحو فعل التعلم و الانخراط في كل أوراش المدرسة و أنشطة القسم.
من تجليات و مظاهر النقطة العشوائية هناك:

-انصراف شهية المتعلم عن المبادرة و المشاركة و العطاء.
-عدم اهتمامه بواجباته المنزلية 
-فسخ العلاقة أو بداية تذبذبها مع صاحب النقطة اللامنصفة.

-دخول المتعلم في ما راطونات التأخر و الغياب إلى حد الانقطاع عن الدراسة ومعنى هذا أن العقاب بشتى أنواعه و أشكاله-  الذي كان سائدا بالمدرسة التقليدية- يعد عنصرا حاسما في نفور التلاميذ من متابعة دراستهم لم يعد له اليوم – تقريبا- وجود فقد حلت محله مؤخرا فوضى التصحيح أو ما يسمى بمزاجية التعامل مع الخطأ عوضا أن ينتهج أساتذتنا تقنية  تدريسية مبنية على فن التعلم و الابتكار من خلال الأخطاء المتكررة التي يسقط فيها التلميذ يوما على يوم . ألم يعتبر جان بياجيه – رائد المدرسة البنائية- أن تصحيح سيرورات التعلم للمتعلم و جعله قادرا على الإبداع و الخلق هي مرحلة جديدة تأتي مباشرة بعد مرحلة الأخطاء و اللاتركيز و اللاتنظيم التي تخللت حياتنا جميعا .وفي هذا الباب لا يسعنا إلا أن نشير إلى المثل المأثور: من الأخطاء يتعلم الإنسان.
وحتى تنال هذه المبادرة حقها التربوي في بعده المعرفي و النفسي و الوجداني على إدارتنا التربوية أن تنفتح على معاناة و مشاكل تلاميذنا في هذا المضمار و ذلك بالإصغاء  إليهم و معالجة كل أنواع الحيف الذي لحقهم من جراء عملية التصحيح. و من جملة هذه المبادرات الحيوية :

خلق لجنة خاصة بكل المؤسسات التعليمية و التربوية تحال عليها طعون التلاميذ و الطلبة تجاه عملية التصحيح الحاصلة على أساس أن تتكون هذه الأخيرة من أفراد على الصيغة التالية:

*رئيس المؤسسة
*عضو من مجلس التدبير 
*عضو من المجلس التربوي
*عضو من جمعية آباء و أولياء التلاميذ
*عضو من فعاليات المجتمع المدني
*عضو من المحسنين الاجتماعيين و الشركاء  الاقتصاديين

ترى إلى أي حد ستبقى الرهانات التربوية الحديثة غير مبالية بحركة الاحتجاج التي يقوم بها الطلبة و التلاميذ و اباؤهم من جراء ما لحق أبناءهم من حيف و تجاوزمن عملية التصحيح وتقييم  إمكانياتهم الأدبية و كفاياتهم العلمية و المعرفية؟؟

*الحسين وبا :مهتم بقضايا الطفولة

المزيد من المواضيع من هنا

عن الكاتب

موقع الأستاذ

التعليقات


اتصل بنا

إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

جميع الحقوق محفوظة

موقع دروسي