موقع دروسي

مستجدات تربوية ملخصات جذاذات دروس فروض امتحانات

مستجدات التعليم

مستجدات

مستجدات التعليم
جاري التحميل ...

نموذج آخر فرض كتابي للسنة الثانية باك اداب في اللغة العربية

أسئلة الفرض الكتابي في مادة اللغة العربية لمستوى الثانية من سلك الباكلوريا آداب

-النموذج الثاني :

اْولا׃ النص الاْدبي (14نقطة)

                                                                  شهادة

ما كدت أضع قدمي في قطار’’ حلوان’’ حتى استرعى انتباهي رجل جالس في أخر العربة,منهمك في مطالعة جريدة.
و توقفت لحظة,و في ثانية واحدة كان كل شيء اْعرفه عن الرجل قد بداْ يبرق في ذاكرتي كالأنوار الخافتة البعيدة,و اْمسك وعيي بخيوط واهية تربطني بجزء قديم من حياتي,و راح يجذبها برفق,و في كل جذبة كنت اْستعيد يوما,و أياما,و سنوات غير قليلة قضيتها في مدرسة ’’دمياط’’ الثانوية و اْستعيد معها أحلام صباي.
و تراجعت بي الأيام إلى مبنى المدرسة الكبير,و حوشها الواسع,و أطفال و شبان صغار يلهون فيه بطرابيشهم التي فقدت معظم خيوط أزرارها,و تثنت جدرانها,و تعود الأيام إلى الفصل الضيق,و مقعدي في أول الفصل,و ’’الحنفي أفندي مصطفى’’ مدرس الكيمياء.
لا أنسى يوم دخل علينا الفصل,و ترنحنا و نحن نقف له,و تناول من تحت إبطه أوراق إجاباتنا في امتحان الفترة,و سكتنا فقد كان كل ما يمت إلى سيرة أي امتحان كفيلا بإشاعة الرهبة فينا.و أفسح له سكوتنا واديا متراميا راح يندد فيه بخيبة تلاميذه,و قلة نفعهم.
و بعد أن التقط أنفاسه,أشار إلي,و أشاد بإجابتي,و اْخرج ورقتي و تلاها كنموذج للإجابة,و أقول الحق.سرت في بدني فرحة عظمى أعادت إلي ذكرى اليوم الجليل في حياتي,يوم رأيت رقمي بين الأرقام الناجحة في امتحان الابتدائية.و لقبني بعدها ’’زعيم الكيمياء’’...و مضيت اْجتهد كالآلة حتى انتقل ’’الحنفي أفندي’’ إلى مدرسة أخرى.
و كان وداعنا له حافلا...
كان كل ما تذكرته مجرد قبضة واحدة سريعة من ذكرياتي,مرت بخاطري,فأشعلت النار في رماد حياة بأسرها,عشتها و نسيتها,و أصبح بيني و بينها ما يزيد على عشر سنين.
و ما أن انتهى الوهج الذي خلفته القبضة حتى كنت قد عبرت ممر العربة,و وجدت نفسي أقف في آخرها أمام الرجل الذي في يده الجريدة.
و جلست على المقعد المقابل,و سألته إن كان يذكرني,و بعد كثير بان على الرجل أنه تذكرني,أو بالأحرى تذكر صبيا صغيرا يشبهني كان من تلاميذه.
و ذكرته بحكاية ’’زعيم الكيمياء’’ فابتسم لأول مرة,و أخذ ينصت باهتمام حين قصصت عليه كيف دخلت مسابقة الكيمياء و كنت الأول,و كيف التحقت بكلية الطب و تخرجت,و لي سنين و أنا طبيب...
و حتى حين أطلعته على بطاقتي الشخصية,و أنا أقول له.
- كل هذا بفضلك...
بان عليه حرج كبير,و ضرب كفا بكف,و هو يقول.
- في المدة القصيرة هذه...تصبح دكتورا ا...دكتورا ا...
- كل هذا ... بفضلك.
و كنت أقولها في حماس الصبي الذي كان في ’’دمياط’’ , وفي رهبة الفتى أمام أستاذه.و في تلعثم المبتدئ حين يقابل الفنان الذي وصل.
و طول المدة التي أمضاها في مدرستنا ما رأيت ’’الحنفي أفندي’’سعيدا أبدا,و لذلك تفرست في ملامحه,و قد بان فيها تعبير عن سعادة تطرق وجهه ربما لأول مرة, فقال.
- و الله عال...واحد من ’’دمياط’’ نفع...و الله عال...واحد نفع...
و أقول له كلنا نفعنا,و لكنه لم يكن معي,و إنما كان يستغرقه شعور قوي يشيع فيه أحاسيس لا عهد له بها
و كاد ينسى أنها محطته,و شد على يدي بحرارة و هو يشكرني بأنصاف كلمات,و لا أدري على أي شيء كان يشكرني,و ودعته حتى باب العربة,و ابتعد القطار بي ,وهو يلوح بيده,و فرحة كبيرة تقلقل خطواته,و الابتسامة تتموج في وجهه,و سعادة عامرة تطفح من عينيه...كان كالطفل الذي نجح لتوه في الشهادة الابتدائية.


- مصدر النص׃ ’’المجموعة القصصية ’’أرخص الليالي’’ . يوسف إدريس , دار العودة –بيروت-/ص ص. 63- 64      (بتصرف).


- صاحب النص׃ يوسف إدريس ’’1927-1991’’, كاتب مصري , نشأ بالريف و كان خلفية جلية في كتاباته القصصية, درس بكلية الطب بجامعة القاهرة, تأثر في كتاباته بالتيار الواقعي الاشتراكي .

- الإيضاح اللغوي׃ –حلوان.مدينة في مصر على النيل جنوبي القاهرة / -دمياط. محافظة في مصر شمالي الدلتا و شرقي فرع دمياط / -تثنت . تمايلت و انعطفت / -تفرست . نظرت بتثبت و عمق / -تقلقل . تحرك خطواته بخفة و سرعة.


اكتب موضوعا إنشائيا متكاملا تحلل فيه هذا النص القصصي,مستثمرا مكتسباتك المعرفية و المنهجية و اللغوية,و مسترشدا بما يلي׃

 - استخراج المتن الحكائي.
 -تنظيم المتواليات السردية في خطاطة سردية .                                                                                                                             -تحديد شخصيات القصة و دورها في بناء الحدث و نموه.                                                                                                      -بيان نوعية الرؤية السردية في النص.                                                                                                                           -إبراز وظائف الحوار و الوصف في بناء القصة.                                                                                                                 -كشف البعدين النفسي و الاجتماعي و بيان دلالتهما.                                                                                                           -تركيب خلاصة تتضمن رأيك الشخصي في موضوع القصة و أحداثها و شكل بنائها، و في قدرتها على النقل الفني لتجربة الكاتب.     



 - ثانيا ׃ المؤلفات (06نقط)

ورد في رواية " اللص و الكلاب " ما يلي : "..و أخيرا توقفت السيارة أمام باب القصر ، و راح البواب يفتح الباب على مصراعيه...و أضيء المصباح فغمر النور المدخل كله . أخرج سعيد مسدسه و صوبه نحو الهدف . و فتح باب السيارة . و نزل رؤوف علوان ، و صاح سعيد :
    -رؤوف إ
انتبه الرجل إلى مصدر الصوت في دهشة ، فصاح  سعيد :
    -أنا سعيد مهران ..خذ ..
غير أنه في الوقت نفسه انطلقت نحوه من الحديقة رصاصة أصاب أزيزها صميم أذنه ... "             
                                                                                                                                    صفحة : 99 و ما بعدها 




انطلق من هذا المقطع و من قراءتك للمؤلف الروائي و حدد ما يلي ׃                                                                                     

   * رصد الأسباب التي دفعت سعيد مهران إلى التفكير في الانتقام من رؤوف علوان .
   * جرد القوى الفاعلة الواردة في المقطع ، و إبراز العلاقات القائمة بينها .

عن الكاتب

الأستاذ ابراهيم

التعليقات


اتصل بنا

إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

جميع الحقوق محفوظة

موقع دروسي